كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله عز وجل: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} ابيضاضها اشراقها كما قال تعالى: {وجوه يوم يومئذ مسفرة}.
ثم قال تعالى: {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} في الكلام محذوف والمعنى فاما الذين اسودت وجمههم ولم فبقال لهم أكفرتم بعد أيمانكم وأجمع أهل العربية على أنه لابد من الفاء في جواب اما لأن المعنى في قولك اما زيد فمنطلق مهما يكن من شيء فزيد منطلق قال مجاهد في قوله تعالى: {أكفرتم بعد أيمانكم} بعد أخذ الميثاق ويدل على هذا قوله جل وعلا {وإذ أخذ ربك من بني آدم} الآية وقيل هم اليهود بشروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم كفروا به من بعد مبعثه فقيل لهم أكفرتم بعد ايمانكم وقيل هو عام أي كفرتم بعد ان كنتم صغارا تجري عليكم احكام المؤمنين.
وقوله جل وعز: {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون} معنى ففي رحمة الله هم فيها خالدون ففي ثواب رحمة الله.
- وقوله جل وعز: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نحن نكمل سبعين أمة نحن آخرها وأكرمها على الله».
وقال أبو هريرة نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام وقال ابن عباس نزلت فيمن هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وقيل معنى كنتم خير أمة أخرجت للناس كنتم في اللوح المحفوظ.
وقيل كنتم منذ آمنتم وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد كنتم خير أمة اخرجت للناس قال على هذا الشرط على ان تأمروا بين بالمعروف وتنهوا عن المنكر ثم بينه.
وقال عطية شهدتم للنبين أهل صلى الله عليهم أجمعين بالبلاغ الذين كفر بهم قومهم.
ثم بين الخيرية التي هي فيهم فقال تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ثم بين ان الإيمان بالله لا يقبل الا بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به فقال عز وجل: {ولو آمن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} والفاسق الخارج عن الحق.
وقوله عز وجل: {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} اخبر الله تعالى اليهود لن يضروا المسلمين الا بتحريف أو بهت فأما الغلبة فلا تكون لهم.
ثم اخبر تعالى أنهم أذلا فقال: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} قال ابن عباس الحبل العهد قال أبو جعفر هذا اسثناء ليس من الاول والمعنى ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا انهم يعتصمون بحبل من الله وحبل من الناس يعني الذمة التي لهم.
ثم قال تعالى: {وباءوا بغضب من الله} أي رجعوا وقيل احتملوا وحقيقته في اللغة أنه لزمهم ذلك وتبوأ فلان الدار من هذا أي لزمها.
ثم أخبر تعالى لم فعل بهم ذلك فقال: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} والاعتداء التجاوز.
ثم خبر عز وجل أنهم ليسوا مستوين وان منهم من قد آمن فقال سبحانه: {ليسوا سواء} أي ليس يستوي منهم من آمن ومن كفر.
- ثم قال عز وجل: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل} قائمة قال مجاهد أي عادلة يتلون آيات الله آناء الليل قال الحسن والضحاك ساعاته والواحد اني ويقال انو ويقال انى.
وقوله عز وجل: {ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} الأمر بالمعروف هاهنا الأمر بتباع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وينهون عن المنكر أي ينهون عن مخالفته صلى الله عليه وسلم.
ثم قال جل وعز: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين} من قرأ: {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه} فهو عنده لهؤلاء المذكورين ويكون من فعل الخير بمنزلتهم. ومن قرأ: {وما تفعلوا من خير فلن تكفروه} بالتاء فهو عام.
وقوله عز وجل: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر} قال ابن عباس الصر البرد ومعنى صر في اللغة ان الصر شدة البرد وفي الحديث: «انه نهى عن الجراد الذي قتله الصر» ومعنى الآية شبه ما ينفقونه على قتال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في بطلانه بريح أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته أي زرع قوم عاقبهم الله بذلك فهلك زرعهم فكذلك أعمال هؤلاء لا يرجعون منها إلى شيء.
وقوله عز وجل: {يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانه من دونكم لا يألونكم خبالا} البطانة خاصة الرجل الذين يطلعهم على الباطن من أمره والمعنى لا تتخوا عند بطانة من دون أهل دينكم ونظير هذا فاقتلوا انفسكم وكذلك فسلموا على انفسكم أي على أهل دينكم ومن يقوم مقامكم.
ومعنى قوله تعالى: {لا يألونكم خبالا} أي لا يقصرون في السوء واصل الخبال في اللغة من الخبل والخبل ذهاب الشيء وأفساده لأنه.
وقوله تعالى: {ودوا ما عنتم} أي ما شق عليكم واشتد وأصل هذا أنه يقال عنت العظم يعنت عنتا إذا انكسر بعد جبر ومن هذا قوله تعالى: {ذلك لمن خشي العنت منكم} أي المشقة.
وقوله عز وجل: {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله} أي تحبون المنافقين ولا يحبونكم والدليل على أنه يعني المنافقين قوله عز وجل: {وإذا لقولكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ} قال ابن مسعود يعضون اطراف الانامل من الغيظ.
وقوله عز وجل: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها} أي ان غنمتم أو ظفرتم ساءهم ذلك وان أصابكم ضد ذلك فرحوا به ثم خبر أنهم ان صبروا على ذلك لم يضرهم شيئا فقال وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط.
وقوله عز وجل: {واذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} تبوئ تلزم وباء بكذا إذا لزمه وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أنه في درع حصينة فأول ذلك المدينة فأمر أصحابه ان يقيموا بها إلى ان يوافي المشركون فيقاتلهم.
وقوله عز وجل: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} قال جابر بن عبد الله نحن هم بني سلمة وبني حارثة من الاوس وما يسرنا أنها لم تكن نزلت لقوله تعالى: {والله وليهما}.
والفشل في اللغة الجبن والولي الناصر بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الاوس.
وقوله عز وجل: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} قيل يعني بأذلة أنهم كانوا قليلي العدد وقال البراء بن عازب كنا نتحدث ان عدة أصحاب بدر كعدة أصحاب طالوت وهم ثلاثمائة وبضعة عشر من قرأ بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين.
وقوله عز وجل: {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا} قال الضحاك وعكرمة من وجههم هذا.
وقوله تعالى: {يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} لا نعلم اختلافا ان معنى مسومين من السومة الا عن الاخفش فانه قال مسومين مرسلين قال أبو زيد السومة ان يعلم الفارس نفسه في الحرب ليظهر شجاعته قال عروة ابن الزبير كانت الملائكة يوم بدر على خيل بلق وعليها عمائم صفر قال أبو اسحاق كانت سيماهم عمائم بيضا وقال الحسن علموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف ابيض وقال عكرمة عليهم سيماء القتال.
وقال مجاهد الصوف في أذناب الخيل وقرئ {مسومين} واحتج صاحب هذه القراءة بأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم يوم بدر سوموا فاني رايت الملائكة قد سومت أي قد سومت خيلها أو نفسها.
وقوله عز وجل: {وما جعله الله الا بشرى لكم} يعني المدد أو الوعد.
وقوله عز وجل: {ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين} قال قتادة يكتبهم يحزنهم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبى طلحة وفرأى ابنه مكبوتا فقال ما شانه فقيل مات نغيره فالكبوت أخبرنا هاهنا المحزون وقال أبو عبيدة يقال كبته لوجهه أي صرعة لوجهه ومعروف في اللغة ان يقال كبته إذا أذله وأقماه يا قال بعض أهل اللغة كبته بمعنى كبده ثم أبدلت من الدا تاء لأن مخرجهما من موضع واحد والخائب في اللغة الذي لم ينل ما أمل وهو ضد المفلح.
وقوله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} روى الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الثانية من الفجر يدعو على قوم من المنافقين فأنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء} إلى اخر الآية وقال أنس بن مالك كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فأخذ الدم بيده وجعل يقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم فانزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فأنهم ظالمون} وقيل استأذن في ان يدعو باستئصالهم فنزل هذا لأنه علم أن منهم من سيسلم وأكد ذلك الآية بعدها.
فمن قال أنه معطوف بـ {أو} على قوله تعالى: {ليقطع طرفا} فالمعنى عنده ليقتل طائفة منهم أو يخزيهم بالهزيمة أو يتوب عليهم أو يعذبهم وقد تكون أو هاهنا بمعنى حتى والا ان والاول اولى لا نه لا أمر إلى أحد من الخلق قال امرؤ القيس:
فقلت له لا تبك عينك انما ** نحاول ملكا أو نموت معذرا

وقوله عز وجل: {يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} قال مجاهد كانوا يبيعون البيع إلى أجل فإذا حل الاجل زادو في الثمن على ان يؤخرو لو فأنزل الله عز وجل: {ولا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}.
ثم قال تعالى: {واتقوا الله لعلكم تفلحون} أي لتكونوا على رجاء من الفلاح وقال سيبويه في قوله تعالى: {اذهبا إلى فرعون أنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} اذهبا على رجائكما وطمعكما ومبلغكما يكون والعلم من وراء ذلك وليسس لهما أكثر من ذلك والفلاح في اللغة ان يظفر الانسان بما يؤمل.
وقوله عز وجل: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} روي عن أنس بن مالك أنه قال يعني التكبيرة الأولى.
ثم قال تعالى: {وجنة عرضها السموات والأرض} في هذا قولان أحدهما أنه العرض بعينه وروى طارق بن شهاب ان اليهود قالت لعمر بن الخطاب تقولون جنة عرضها السموات والارض فأين تكون النار فقال لهم عمر أرايتم إذا جاء النهار فاين يكون الليل وإذا جاء الليل فأين يكون النهار فقالوا لقد نزعت ما في التوراة.
والقول الاخر ان العرض هاهنا السعة وذلك معروف في اللغة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمنهزمين يوم أحد: «لقد ذهبتم فيها عريضة» يعني واسعة وأنشد أهل اللغة:
كأن بلاد الله وهي عريضة ** على الخائف المطلوب كفة حابل

وقوله عز وجل: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} الكظم في اللغة ان يحبس الغيظ ويقال كظم البعير على جرته إذا ردها في حلقه.
ويقال للممتلئ حزنا وغما كظيم ومكظوم كما قال تعالى: {إذ نادى وهو مكظوم}.
وقوله عز وجل: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} روي عن علي ابن أبى طالب رضي الله عنه أنه قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء ان ينفعني فأذا حدثني رجل من أصحابه أستحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر رضي الله عنه وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يذنب ذنبا وينام ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم تلا الآية: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}».
وقال مجاهد معنى ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ولم يمضوا والاصرار في اللغة اعتقاد الشيء ومنه قيل صرة ومنه قيل للبرد صر كأنه البرد الذي يصل إلى القلب ومنه قيل للذي لم يحج صرورة وصارورة مع كأنه يحبس ما يجب ان ينفقه وقال معبد بن صبيحة صليت خلف عثمان وعلي إلى جنبي فأقبل علينا فقال صليت على غير وضوء ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ثم ذهب فتوضأ وصلى وروي عن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أصر من استغفر الله ولو عاد في اليوم سبعين مرة.
وقال عبد الله بن عبيد بن عمير وهم يعلمون أي وهم يعلمون انهم ان تابوا تاب الله عليهم.
وقوله عز وجل: {قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} قال أبو عبيدة السنن الاعلام والمعنى على هذا انكم إذا سافرتم رأيتم آثار قوم هلكوا فلعلكم تتعظون.
وقوله عز وجل: {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} قال الشعبي هذا بيان من العمى وهدى من الضلال وموعظة من الجهل.
وقوله عز وجل: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} قال أبو عبيدة معناه لا تضعفوا قال أبو جعفر من الوهن.
وقوله عز وجل: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} يقرأ قرح ويقرأ قرح وبفتح القاف والراء فالقرح بكر مصدر قرح يقرح قال الكسائي القرح والقرح واحد.
وقال الفراء: كان القرح الجراحات وكأن القرح الألم قد.
ثم قال عز وجل: {وتلك الأيام نداولها بين الناس} أي تكون مرة للمؤمنين ليعزم الله عز وجل وتكون مرة للكافرين إذا عصى المؤمنون فأما إذا لم يعصوا {فإن حزب الله هم الغالبون}.
ثم قال عز وجل: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} أي ليعلم الله صبر المؤمنين إذا كانت الغلبة عليهم وكيف صبرهم وقد كان سبحانه علم هذا غيبا الا ان علم الغيب لا تقع عليه مجازاة فالمعنى ليعلمه واقعا علم الشهادة.
وقال الضحاك: قال المسلمون الذين لم يحضروا بدرا ليتنا لقينا العدو حتى نبلي فيهم ونقاتلهم فلقي المسلمون يوم أحد فاتخذ الله منهم الشهداء وهم الذين ذكرهم الله عز وجل فقال ويتخذ منكم الشهداء والظالمون هنا الكافرون أي لم يتخذوا وهذه المحبة لهم.
وقوله عز وجل: {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} قال مجاهد يمحص يبتلي قال أبو جعفر قال أبو اسحاق قرات على أبى العباس محمد بن يزيد عن الخليل ات التمحيص التخليص يقال محصه يمحصه محصا إذا خلصه. فالمعنى على هذا ليبتلي المؤمنون ليثيبهم ويخلصهم من ذنوبهم ويستأصل الكافرين.
وقوله عز وجل: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} لما بمعنى لم الا ان لما عند سيبويه جواب لمن قال قد فعل ولم جواب لمن قال فعل ومعنى الآية ولما يعلم الله ذلك واقعا منهم لأنه قد علمه غيبا وقيل المعنى لم يكن جهاد فيعلمه الله.
وقوله عز وجل: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تاقوه وفي فقد رأيتموه وانتم تنظرون} قال ابن نجيح عن مجاهد كان قوم من المسلمين قالوا بعد بدر ليت أنه يكون قتال حتى نبلي ونقاتل فلما كان يوم احد انهزم بعضهم فعاتبهم الله على ذلك فقال ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه والتقدير في العربية ولقد كنتم تمنون سبب الموت ثم حذف وسبب الموت القتال.